الموقع الرسمي للدكتور محمد شبير

 

التعدد والاختلاف

مسارات 

   نهدف من خلال هذا الموقع إلى التفاعل مع مجموعة من الأفكار المختلفة، للمساهمة في نشر ثقافة التنوع والتعددية والاختلاف، وتنفتح هذه الرؤية على تصورنا للعالم بأنه فضاء تجاور يسمح بهجرة الثقافات وانتشارها في فضاءات جديدة، وتتولد عن ذلك أنواع محدثة قد تحتفظ ببعض التسميات القديمة، وقد تخلق لنفسها تسميات جديدة، ومنها ما يعود إلى الواجهة للهيمنة بعد الاعتقاد في اختفائه إلى الأبد..

إن هذا اللعب الحر بين المركزية والهامش، هي الروح التي تلهم الثقافات الشعبية بسحرها الجذاب، وهي أساس الحيوية التي لا تفارق الأشكال التعبيرية الشعبية في العالم كله، ومهما اعتقد الإنسان أن التقدم العلمي والتقني يبعده عن هذه الثقافة الحية فإنه يكتشف أنها السند الذي تقوم عليه بنيته الشعورية وعقلانيته وفكره المنطقي الذي يدعي الطفرات المستمرة والقطائع المعرفية..    إننا في عصر ما بعد العولمة، وهو العصر الذي يعيد شروط ما قبل العولمة إلى الحياة المعاصرة، لتتفاعل مع نتائج العولمة السلبية والايجابية، فتجعل خطاب الخصوصيات الذي كان في مواجهة ضدية لخطاب العولمة، جزءا من العولمة الجديدة التي لا يمكن أن تستمر إلا بالاستثمار في هذه الخصوصيات، لكنها خصوصيات تنفلت من محدوديتها لتصبح مشاعا..    

كنا بالأمس القريب نردد "العالم في ظل العولمة قرية صغيرة"، أما اليوم، في ظل ما بعد العولمة، أو العولمة الجديدة، فنجد أنفسنا في خطاب عكسي، وعلينا أن نردد "حيث نوجد يوجد العالم كله"، أي إننا في فضاء انمحت أبعاده، لم يعد مكانا ولا زمانا، نحن نعيش في أمكنة مختلفة وفي أزمنة مختلفة، وهذه التعدية الزمكانية Une transition spatiale et temporelle، بقدر تعبيرها عن تلوث بيئي وجودي، فإنها سمحت لنا بتجاوز محدوديتنا، واخترقنا الأقنعة التي كانت تخفينا بالأمس، لنعلن عن هذا "النفاق" الذي يشكل أساس الهوية المعاصرة بما تعنيه الكلمة من معنى...   نحن في عالم "التعددية والهجرة"، لذلك نحتنا هذه التسمية "multicultourisme" التي تجمع بين التعددية الثقافية والسياحة لتكون ملتقى أشعة نابعة من فاعلين مختلفين، يدفعهم  التجاور لخلق جسور للتحاور مع الآخرين، في جو من الديمقراطية والإنسانية المؤسستين على الحرية والاختلاف والمسؤولية..

    

معلومات عنا

الرجاء إدخال المعلومات التي من شأنها أن تكون مفيدة لعملائك هنا